موضوع: توبت الشاب العاصي الأربعاء ديسمبر 12, 2007 7:42 pm
في إحدى الليالي ذهب نجيب الدين وكان من اكابر علماء عصره إلى المقبرة فرأ اربعة اشخاص قادمين يحملون جنازة ، فتقدم اليهم وانكر عليهم جلب الجنازة في هذا الوقت من الليل . نجيب الدين: يبدو لي من فعلكم انكم قتلتم انساناً وتريدون دفنه في منتصف الليل لكي لا يطلع أحد على اسراركم . قالو: لا تسئ الظن يا رجل ، لان ام الفتى معنا . فتقد مت اليه عجوز كانت معهم. فسألها .. نجيب الدين: لماذا جئت بابنك إلى المقبرة في منتصف الليل ؟ العجوز:كان ابني فاعلاً للمعاصي ، وقبل ان يموت اوصى بعدة وصايا ، منها : اذا مت ضعي في رقبتي حبلاً ، واسحبيني إلى الدار وقولي : هذا عبدك العاصي الهارب وقع في قبضة الموت وقد احكمت وثاقه وحئتك به ، فارحمه. واوصى اذا مات ان ادفنه ليلاً لكي لا يرى جنازته أحد ويتذكر معاصيه فيتعذب . وثالثاً ان تدفنيني بنفسك وتضعيني في لحدي لعل الله اذا راى شيبك يرأف بي ويغفر لي . وقال لي صحيح اني تبت وندمت على افعالي ولكن عليك تنفيذ هذه الوصايا . ولما مات وضعت حبلاً في رقبته وسحبته ، وبغتة سمعت هاتفاً يقول : (( ألا ان أولياء الله هم الفائزون )). لا تفعلي هذا بعبدي العاصي فانا نعلم ما نصنع به . فرحت لقبول توبته وحئت به إلى المقبرة . فطلب منها نجيب الدين ان تسمح له بدفن ولدها ، فوافقت ، وما ان وضعه في قبره ولحده حتى سمع منادياً يقول : (( ألا ان أولياء الله هم الفائزون )) ففهم نجيب الدين ان توبة العاصي تقبل وان الله لا يرضى اهانة العاصي التائب .
قال الشاعر
أفنيت عمرك باغترا رك ومناك فيه وانتضارك ونسيت ما لا بد منه وكان اولى بأذكارك وان اعتبرت بما ترى فكفاك علماً باعتبارك لك ساعة تأتيك من ساعات ليلك أو نهارك بادر بحدك قبل أن تقضي وتنزعج من قرارك